في لبنان الذي لجأ اليه الاف السوريين
خلال الاشهر الـ17 الماضية هربا من اعمال العنف في بلادهم، لم تعد الطبيبة
ندى وزوجها الطبيب ايضا يشعران انهما في مأمن، لا سيما بعد موجة اعمال
الخطف التي استهدفت سوريين الاسبوع الماضي، فبدأا يبحثان عن بدائل.
وينقسم اللاجئون السوريون في لبنان بين فقراء معدمين وجدوا ملجأ لدى اقارب
او في مدارس او استأجروا غرفا غير مجهزة في مناطق حدودية خصوصا، وآخرين
ينتمون الى الطبقة الوسطى انتشروا خصوصا في بيروت والمناطق المحيطة بها.
وتقول ندى "خفنا كثيرا بعد سماع الاخبار (اخبار خطف السوريين) ووجدنا انه من الافضل لنا ان نلازم المنزل".
وبعد تراجع موجة الخطف التي اثارت ذعرا بين السوريين واللبنانيين في آن،
قررت ندى ابتياع بطاقات سفر لها ولزوجها الى قبرص حيث يقيم والداها.
وتقول "لم اجد امكنة على الطائرات المتجهة الى قبرص"، مشيرة الى ان
عليها ان تنتظر بضعة ايام. لكنها قلقة "لا نعرف ماذا سيحصل في هذا الوقت".
وبدت الحكومة اللبنانية عاجزة عن القيام باي شيء للافراج عن عشرات
السوريين ومواطنين تركيين خطفوا الاسبوع الماضي كرد فعل على خطف مواطن
لبناني شيعي في دمشق وشائعات تحدثت عن مقتل 11 لبنانيا مخطوفين في منطقة
ريف حلب منذ ايار(مايو).
واقفلت طريق المطار لساعات بالاطارات المشتعلة والعوائق، على ايدي مواطنين غاضبين.
ومنذ بدء الاضطرابات في سورية في منتصف آذار (مارس) 2011، حصلت تداعيات
على لبنان المجاور والمنقسم بين مؤيدين للنظام ومتحمسين للمعارضة السورية،
ترجمت باشتباكات في الداخل او حوادث اطلاق نار على الحدود، وصولا الى
عمليات الخطف الاخيرة.
على صفحات "فيسبوك" الخاصة بالناشطين السوريين، انتشرت دعوة موجهة الى
الناشطين المقيمين في لبنان لملازمة منازلهم وتجنب المناطق التي يمكن ان
تشهد توترات.
في الوقت نفسه، كان عدد من دول الخليج يطالب مواطنيه بمغادرة لبنان، لا
سيما بعد ان طالت تهديدات هؤلاء بسبب دعم دولهم للمعارضة السورية.
وكذلك فعلت تركيا والولايات المتحدة.
وذكرت متحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في
لبنان ان بعض السوريين ابدوا قلقا من ان يتم استهدافهم بسبب جنسيتهم.
وقالت اريان رومري لوكالة فرانس برس "ابلغتنا عائلة تقطن في احدى ضواحي
بيروت ان مسلحين طوقوا شقتها الاسبوع الماضي، فخاف افراد العائلة واضطروا
الى الاختباء على السطح. وما لبثوا ان نقلوا مقر اقامتهم الى مكان آخر".
ورغم ان السوريين الذين يملكون الامكانات المادية للاقامة في الفنادق
والشقق المفروشة هم افضل حالا ربما من اولئك المعدمين الذين لا يعرفون ما
يأكلون في اليوم التالي، الا انهم يعيشون في قلق مستمر، وبدأ الكثيرون منهم
يفكر بان لبنان ليس البلد المناسب ليؤمن لهم الامن والامان.
وتشير ندى الى انها لا تستطيع مع زوجها الحصول على اجازة عمل في حقل
الطب في لبنان. وتضيف "لم نعمل منذ ستة اشهر. الوقت يمر ونحن ننفق مدخراتنا
على الحياة اليومية".
في مكتب وكالة سفر آخر، يستفسر شابان سوريان عن امكانات السفر الى دبي.
ويقول سام "انا احمل جواز سفر بريطانيا، اما هو فهو سوري محض"، مؤشرا الى
رفيقه، الطالب في احدى جامعات بيروت.
ويقول محمد (21 عاما) انه يريد زيارة قريب في دبي ليستطلع آفاق المستقبل
في دولة الامارات، في حال حصول تدهور اكبر على الارض في لبنان.
ويضيف "اذا افلت زمام الامور، ساذهب، انما يفترض بي ان احصل على تأشيرة سفر اولا".
ويشير الى ان كل اصدقائه الموجودين في لبنان والمتخرجين حديثا من المدارس يعانون من الوضع نفسه.
ويقول محمد ان والده لا يزال يعمل في سورية، لكنه يفكر بالانضمام الى
والدته في الولايات المتحدة اذا حصل على لجوء او تاشيرة دخول. ويضيف "الجميع يحاول الخروج ممن الشرق الاوسط".
ويقول احمد، وهو شاب سوري آخر مقيم في بيروت، انه يفكر بالسفر الى تركيا او مصر.
ويشير الى ان عائلته لا تزال موجودة في حي برزة الدمشقي. ورغم ان لديها
مؤسسة تديرها متوقفة عن العمل بسبب الاحداث، لكن والديه "لا يريدان التحول
الى لاجئين".
المصدر
http://www.watan.com/news/world-news/2012-08-20/13637